الواد ده أهبل يا خالتي

الواد ده أهبل يا خالتي

" بصي اقفي هنا كده ...هه حسه بحاجة ؟ طيب ... إفردي إيدك كده في هذا الفراغ ........فيه حاجه هنا هتبقي موجودة علي طول .........استشعري بقي إنك مكان الحاجه دي .....إنك بتشغلي بدمك ونفسك ودقات قلبك مكان زراتها وكينونتها . هه ؟ حاسه بحاجة ؟ "
وقفت أقول القصيده النثريه عن الوجود والعدم دي قدام بنت خالتي .. وانا واقف مكان حيطة حتتبني في شقتنا ، هنا بعد ساعه " سيرفع الصرح المعماري في بيتنا فاصلا بين الواقع والخيال " طبعا بنت خالتي كانت واقفة بتضحك وبتقول إني أهبل واتجننت .........لكن دايما العباقرة بيقولوا عليهم كده وأثناء وقوفي مكان الحيطة دي ....حسيت إني ممكن أتجمد وآخد شكلها وإن ذراتي ممكن تتصلب وتتحول ..... شش ..... سكووووووون .....ما الحيطه ما بتتكلمش.

بعد شويه حيبقي فيه هنا طوب ...ورمل .... وشويه أسمنت صغيرين . ما المقاول حينصب علينا في باقي الأسمنت ....مع شويه ميه حينشفوا مع الوقت ........حيروحوا فين ؟ ما أعرفش ..... طب شويه الهوا اللي كانوا مكان الحيطة دي حيروحوا علي فين ؟ ........لما وقفت مكان الحيطة حسيت إني بعمل سبق إعلامي وشخصي لوقوفي مكان حاجه هتبقى موجودة علي طول حاجه هتغير من خريطة العالم – عفوا من خريطة الشقة.

يا تري كل طوبه فيها كانت في أنهي أرض وأي إيد شالتها ....وكام واحد استرزق من حيطتنا السامقة بين دفتي شقتنا المتواضعة لله ..... مين كان بيسترزق وقصده فلوس بس .... مش قصده يعمر بيت أبونا .

الحيطة بقت موجودة .... خلاص أمر واقع .....هنا خلاص ما بقاش موجود .... ...هنا كان موجود وراح فين ؟ .

حيطة لسه شابة طريه .... ريحتها لسا نديه ........ من الميه ..... طالع منها دفا ....... دفا إيدين الصنايعية .

فكرت أمسك مسمار وأرسم بيه قلب أكتب فيه اسمي واسم حبيبتي ......... عشان يفضل موجود علي طول ..........موجود بوجودي ........ بس يا ترى أنا هروح فين ؟ زراتي هتروح فين ؟
"الولد ده أهبل يا خلتي " دي كانت بنت خالتي وهي بتوجه كلمة تاريخية لأمي وأنا واقف قدام الحيطة تقولش حيطة برليف